زمن الخيول البيضاء

نبذة عن الكاتب: إبراهيم نصر الله هو كاتب وشاعر وأديب فلسطيني ولد في عمان، الأردن عام 1954م. له العديد من الأعمال الشعرية والروائية أهمها "الملهاة الفلسطينية" وهي ملحمة درامية وتاريخية مكونة من ثماني روايات كل واحدة مستقلة بذاتها. حصل على عدة جوائز مثل جائزة القدس للثقافة والإبداع 2012م، جائزة كتارا للرواية العربية 2016م وجائزة البوكر 2018م عن رواية "حرب الكلب الثانية".

دار النشر: الدار العدبية للعلوم ناشرون. 

قام إبراهيم نصر الله بإصدار رواية "زمن الخيول البيضاء" تضامناً مع الذكرى الستين لإحتلال فلسطين، وتعد إحدى روائع "الملهاة الفلسطينية" التي عمل عليها منذ عام 1985م. تدور أحداث الرواية في قرية الهادية وأفراد عائلة محمود الحاج خالد هي الشخصيات الرئيسية. بدأت الرواية في وصف هدوء القرية وبعض العادات والتقاليد الفلسطينية المتعلقة بالزواج والأعراس وغيرها الكثير بجانب مكانة الخيول الأصيلة عند العرب ومدى تبجيلهم لها، ثم تبدأ مضايقات الأتراك فيثور الناس، ينتفضوا في زمن العثمانيين ويستمر الصراع في القرية في عهد الإنجليز. 

اقتباس: "لم نكن نعرف الخوف أبداً، تسألني لماذا؟ لأننا كنا على يقين من أن الروح التي وهبنا أياها الله، هو وحده يستطيع أن يأخذها، وفي الوقت الذي حدده الله، لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على الأرض".

ترددت كثيراً قبل إقتناء الرواية في بداية الأمر وذلك يرجع إلى آراء القُرّاء المتضادة جداً ولكن عندما بدأت بقراءتها لم أستطع التوقف حتى نهايتها، فهي تعد من الروايات القلة التي تسيطر على مشاعر القارئ. فقد قام الكاتب بوصف أبسط عادات الشعب الفلسطيني والتي أعتقد أنه لم يتبقى منها الكثير مع وجود الإحتلال، إلى جانب تركيزه على الخيول الأصيلة ووصفه لجمالها وأهميتها في أحداث حياتهم اليومية وهو ما جعلني أتمنى إمتلاك خيل أصيلة في يوم ما.

قد يعترض البعض لجعل الكاتب من الشعب الفلسطيني أكثر تسامحاً من اللازم مع المحتلين تحت مسمى الحكمة ولكنني لا أعتقد أنني أملك الخبرة الكافية لإنكار ذلك أو تأييده. إلا أنه من وجهة نظري أن الرواية تفتقد لشجرة العائلة لتسهل على القارئ معرفة الشخصيات لأن احداث الرواية تدور في ثلاثة أجيال مختلفة. 

الرواية قمة في الروعة ومليئة بالمشاعر الجياشة وما زاد من جمالها هو وجود بعض الحوارات باللهجة الفلسطينية.

التقييم: 5/5.