مي .. ليالي ايزيس كوبيا
نبذة عن الكاتب: واسيني الأعرج هو روائي جزائري يعمل حالياً كأستاذ في جامعة الجزائر المركزية وبجامعة السوربون بباريس، يكتب باللغتين العربية والفرنسية وتمت ترجمة أعماله إلى الكثير من اللغات. حصل على عدد كبير من الجوائز منها جائزة الرواية الجزائرية وجائزة الشيخ زايد للآداب. "الليلة السابعة بعد الألف" تعد أشهر أعماله.
دار النشر: دار الآداب.
لقد تمت كتابة هذه الرواية على أنها المذكرات اليومية للكاتبة مي زيادة أثناء تواجدها في مصحة الأمراض النفسية "العصفورية"، حيث قام الكاتب في المقدمة بوصفه لطريقة حصوله على المذاكرات المفقودة التي حاول الكثيرين إيجادها ولم يستطيعوا وكيف أنه برغم من كل المخاطر والصعاب لم يتوقف عن البحث. بعد ذلك يبدأ كل فصل من الرواية على لسان مي بوصف حالتها النفسية وتصريحها عن الأسباب الأساسية لوجودها في المصحة النفسية وكيف تخلى عنها الجميع.
اقتباس: "أن تكون رجلاً يكتب، فهذا تحصيل حاصل، أن تكتب امرأة لا بد أن يكون لها ظل".
"أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني".
كان يتملكني فضول كبير بخصوص الكاتبة مي زيادة التي استطاعت أن تفرض نفسها في زمن كانت الكتابة مقتصرة على الرجال في الوطن العربي. بعد بحث طويل لإقتناء إحدى أعمالها قررت شراء هذه الرواية والتي تعتبر أقرب ما تكون ليومياتها في المصحة النفسية. الرواية جميلة وتسلط الضوء على الطمع والخيانة وإلى أي مدى قام أهلها وأحبابها باستغلالها في سبيل السيطرة على ممتلكاتها ضاربين بمشاعرها عرض الحائط وهو ما جعلها تقوم بكتابة هذه المخطوطة على أمل أن يأتي أحدهم يوماً ما وينصفها، كما قامت بذكر أسماء كل من تسببوا بأذيتها وهذا ما جعل المخطوطة مفقودة وصعبة المنال لمدة طويلة خوفاً من العار والفضيحة.
الرواية كئيبة جداً فهي تصف أصعب فترة زمنية في حياة الكاتبة وهو ما يجعل من الصعب قراءتها بشكل متواصل. جعلتني الرواية أشعر بنعمة الإسلام، فالمسلم عندما تواجهه مشكلة أومصيبة يلقى سلواه في القرآن والدعاء مع يقينه التام أنه مأجور على صبره، في حين أن الكاتبة كانت تفتقد إلى الإيمان الصحيح وتعتقد بأن الله قد تخلى عنها " مريمتك أنا يالله، فلماذا تخليت عني؟" وهو ما جعل الوضع أصعب عليها مع العلم أنها من معتنقي الديانة المسيحية. قامت الكاتبة أيضاً بذكر علاقاتها السوية والغير سوية وهو ما جعلني أشعر بالإنزعاج لأن هذا النوع من العلاقات محرمة في جميع الأديان السماوية.
أخيراً، الرواية ممتعة ومن خلالها استطعت التعرف على الكاتبة مي زيادة بشكل أوضح، بإعتقادي أن أمنية مي في أن يأتي بعدها من ينصفها قد تحققت على يد الكاتب واسيني الأعرج.
التقييم: 3/5.
تعليقات
إرسال تعليق