حين تترنح ذاكرة أمي
نبذة عن الكاتب: الطاهر بنجلون هو كاتب من أصول مغربية ويحمل الجنسية الفرنسية، ولد سنة 1944م بمنطقة فاس. قام بكتابة معظم أعماله باللغة الفرنسية ثم تمت ترجمتها إلى العربية وغيرها من اللغات. من أهم أعماله "تلك العتمة الباهررة" و"ليلة القدر".
دار النشر: المركز الثقافي العربي.
قام الكاتب في هذه الرواية بوصف وضع أمه الصحي بعد أن سرق مرض الزهايمر ذاكرتها، أصبحت لا تتذكر معظم الأشياء ولا تفرق بين الأوقات والأزمنة فتنام على زمن وتصحو وكأنها في زمن آخر. تتحدث إلى ابنها وبعد لحظات تسأل عن أخيها المتوفي وتعاتب أمها على عدم زيارتها. قام الكاتب أيضاً بعمل مقارنة بين حياة أمه والوضع الصحي المأساوي التي آلت إليه وبين أم صاحبه الأجنبية التي لازالت تتمتع بكامل قواها العقلية والجسدية والتي تمتلك أسلوب حياة مختلف تعيش من خلاله.
اقتباس: "أنا لا أخاف الموت، الموت حق أوجبه الله علينا لننهي حياتنا. لا يمكن لي أن أعترض على إرادة الله. أما المرض فشيء آخر.. المرض موت نذل حقير يتربص بنا، يفتك بجزء من جسدنا، يعذبه، يحرمه من قدراته الطبيعية. ثم ينتقل إلى جزء آخر ليعيث فيه فساداً وألماً قبل أن يهاجم الرأس في الأخير".
لقد قمت بإقتناء الرواية بناءً على عنوانها المؤثر وصورة الغلاف التي تجذب الانتباه. فعندما يتعلق الموضوع بالأم فإننا نتوقع أن نقرأ رواية قمة في الروعة ومليئة بالمشاعر الجياشة والصادقة. لذلك قمت بتأجيل قراءتها إلى فترة الإجازة حتى استمتع بأبسط تفاصيلها. وكانت الصدمة عندما بدأت قرأتها.
أول 30 صفحة من الرواية كانت جميلة تحتوي على حوار الكاتب مع أمه وكيف أنها تضيع في منتصف الحوار بسبب الزهايمر وتبدأ تنتحب وتنادي الأموات ولا تستطيع التعرف حتى على ابنها. كما قام الكاتب بذكر ماضي والدته الصعب وما عانته في حياتها وبعض ذكرياته معها، إلى جانب تململ الخادمة من الإعتناء بها. أما ما يلي ذلك فما هو إلا تكرار قاتل ممل يجعل من الصعب على القارئ أن يكملها.
إلى جانب ذلك ما أثار غيضي هو ذكر الكاتب لبعض الألفاظ والإيحاءات الجنسية التي لا تمت للموضوع بأي صلة بل زادت من تدني مستوى الرواية.
كما قام بذكر بعض الفتاوي الدينية المغلوطة والتي تتعلق بالثوابت في الدين الإسلامي كالأركان الخمسة. فقد ذكر نصيحة والده له هو وأخوته أن الصلاة ليست فرضاً، وأن والدته كانت تمتلك القدرة الجسدية والمادية لأداء فريضة الحج ولكنها لم تفعل ذلك بحجة خوفها من أن يقوم الأفارقة بسحقها بأرجلهم. بغض النظر إن كانت هذه الحوارات قد حدثت على أرض الواقع أم لا، ذلك لا يعطي للكاتب الحق بأن يذكرها أو يروج لها لأنه لا يعلم في يد من قد تقع روايته ويعتمد عليها.
أعترف أنني ندمت على المبلغ الذي دفعته لإقتناء الرواية والوقت الذي اضعته في قراءتها. لقد تذكرت نصيحة أمي عندما اكتشفت شغف القراءة لدي، وهي أن لا أشتري أي رواية لكاتب عربي قبل أن اتأكد من أحد الأقارب عن محتواها كي لا اضيع مالي ووقتي على روايات سيئة وتروج لأفكار أسوء.
التقييم: 1.5/5.
تعليقات
إرسال تعليق