ثلاثية غرناطة

نبذة عن الكاتبة: رضوى عاشور هي كاتبة مصرية ولدت عام ١٩٤٦م. تخرجت من قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، وشغلت وظيفة أستاذة في كلية الآداب بجامعة عين شمس. لها العديد من المؤلفات والمقالات من أشهرها: أثقل من رضوى وثلاثية غرناطة. توفيت بتاريخ ٣٠ من نوفمبر سنة ٢٠١٤م.

دار النشر: دار الشروق.

 ثلاثية غرناطة هي ثلاثية روائية: غرناطة - مريمة - الرحيل. القضية الأساسية للرواية هي الحب والحنين للوطن فتتحدث الرواية عن حقبة كاملة لعائلة -(الإباء، الأبناء ثم الاحفاد) - عاصرت حادثة سقوط الأندلس. فتذكر مشاعر كل جيل ومدى تأثرهم بفقدانهم لبلدهم ومعاصرتهم للأوضاع بعد سقوطها. تنتهي الرواية بمخالفة آخر أبطالها الأحياء "علي" على قرار ترحيل المسلمين من الأندلس فمن وجهة نظره الموت هو الرحيل عنها على الرغم من بقائه حياً.

اقتباس:"غرناطة ليست فقط حكاية موت وإندثار، غرناطة حياة، بستان من المعاني المكنونة في باطن الأرض نذهب إليه عبر الحكاية، والمدهش أن الحكايات لا تنتهي، لا تنتهي ما دامت قابلة لأن تروى."

من الروايات القلة التي جعلتني أشعر بغصة وحزن عندما إنتهيت منها، فأسلوب الكاتبة ووصفها ولغتها جعلتني أشعر وكأنني جزء من الرواية ولست قارئه فقط. فقد صورت ملحمة تاريخية ومشاعر مختلفة وصفت بالضبط واقع المسلمين في تلك الفترة وعلى الرغم من كل ذلك لم أجد للحظة واحد الفرصة لكي أشعر بالملل. إنها رواية عظيمة بمعنى الكلمة أحببت هذا النوع من الروايات التي من خلالها أكتسب معرفة بالتاريخ ولكنها خالية من الملل المصاحب لكتب التاريخ عادةً.

ما لم يحز على إعجابي هو التساؤلات والشكوك المتعلقة بالوجود الخالق جل علاه وقدرته التي راودت بعض الشخصيات، لا أعلم هل كان الإلحاد منتشر في تلك الحقبة الزمنية وأرادت الكتبة أن تبين لنا ذلك الواقع، أم أنها ارادت ان تضيف جو إلحادي للرواية والذي يعد أمر غير مقبول. إنتقدها البعض بسبب الأحداث الجنسية التي ذكرت خلالها لكنني قرأت الكثير من الروايات لكتّاب عرب ولم أجد فيها أحداث أو أوصاف مخلة بالأدب أكثر من غيرها، فمن هذه الناحية هي تعتبر في المستوى المعقول، نعم لن أنكر وجود بعض الأحداث في الرواية ولكن من وجهة نظري الشخصية لا أستطيع أن أتغاضى عن كل ذلك الجمال وأقلل من شأنها بسبب بعض الصفحات. 

خلاصةً استمتعت جداً بالرواية وحازت على ذائقتي. 

التقييم: 4.5/5.